إيحاءات فنية لأعمال الفنانة التشكيلية اللبنانية هيلدا عبلا
بقلم حسين أحمد سليم آل الحاج يونس
لبنان ضاحية بيروت الجنوبية
ترفل عيناك وهي تبصرلوحات الفنانة التشكيلية هيلدا عبلا اللبنانية, لتتراءى لك مشهديات فنية أخرى, توحي إليك أن في إبداعاتها, يتجلى اللقاء الحسي التعبيري لكل الحقائق الجمالية, من إيحاءات الشكل الفني الهدف, ضمن الإطار المقترح في الوجود التشكيلي, لفلسفة لقاء الجمال بالحق في قمة الإبداع الفني… الرسامة الفنانة هيلدا عبلا, تسعى في أعمالها الفنية, إلى خلق الدفء في هارمونية الألوان, الذي يبعث في نفوس الناظرين إلى اللوحات, كل الأمل الواعد بالرؤى التخاطرية للتفكر, وكل التفاؤل بالحياة الذي يحاكي الخيالات الإنسانية, والسعادة التي يطمح الإنسان لعيشها, والفرح الذي يريح النفس ويبعث على الطمأنينة… وبالتالي نجد الريشة بين أنامل الفنانة التشكيلية, أصبحت قلما ينص حكاية من حقب التاريخ, أو وجدانا يقرض شعرا للحب والعشق, أو يكتب نثرا من وحي رومانسية طبيعية ما, أو يروي قصصا من إيحاءات حياة الناس في القرى, ويؤرخ حكاية حب عن الناس الذين مضوا بين الأمس واليوم, ويجتهد بتوقعاته الحدثية في محاكاة للغد, عن القادمين في الأزمنة اللاحقة, إلى عالم الحرية العصرية, عللم العدالة… ثم تحرض الفنانة جوارحها, لتترجم الإيحاءات والمصطلحات والتخاطرات, عبر الانفعالات الحسية عند خلجاتها الإنسانية الفنية, ومشاعرها الاجتماعية, في لقاء تصويري لوني فني هارموني بين الحق والجمال… فلا تحب أن تترك فراغا في مساحة كبيرة أو صغيرة في العمل, حتى لا يكون هناك فسحة, ولو ضئيلة من اللامعنى… فمن خلال الألوان التي تجسدها تعبيريا على القماش… الكل الفني يتحدث عن حركة الفنانة الإنسان وحركة الزمن… حتى الموت وهو قدر الإنسان, يتجسد في مكنونات اللوحة, ورسالة الفنانة في تلك, أن تكون كل نقطة وخط ولون, مدخلا وباعثا على الحياة… إنها المقدمة, والنتيجة هي استمرارية الحياة, والثقة بأنها حلوة, جميلة, لذيذة ويجب أن تعاش… فعل إفصاح الألوان والعناصر والخطوط والأشكال وفعل تمازج وتفاعل فيما بين بعضها البعض, توكيدا لمدرسة الفنانة التشكيلية هيلدا عبلا التي تتراءى لنا من خلال لوحاتها, راسمة لنا وجه الفنانة الفني فنقرأ هيلدا عبلا تشكيليا فلسفيا في ومضات سوريالية, تتجلى بين حركات شعيرات الريشة وهي تعزف أنغامها على أطياف الألوان فوق الخامة البيضاء, كما تعزف أنامل هيلدا عبلا الموسيقى بأناملها الحانية المتراقصة على أطراف مفاتيح البوح الموسيقية, وكما تراتيل الصوت الرخيم المنشد في جوقة التجويد للكلمة …التعبيرية المؤثرة